الحمد لله المستحق للعبادة وحده ، المتفرد بالألوهية والربوبية ، له الأسماء الحسنى والصفات العليا ، والصلاة والسلام على خير عباد الله خير من صلى وسجد ، وقام وعبد ، بعث کالأنبياء قبله بتوحيد الألوهية، كما قال الله تعالى : { ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن أعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت } صلی الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، أما بعد :
فإن الله - عزوجل - خلق الخلق لعبادته كما قال - سبحانه - : { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } وعبادته - سبحانه - تتضمن كمال الذل له مع كمال الحب له بانقياد لأمره - سبحانه وتعالى - وخوف منه ورجاء فيما عنده ، ومحبة لأمره ، وبغض لما نهی عنه - سبحانه وتعالى -.
والعبادة أنواع كثيرة : فالصلاة ، والزكاة ، والصيام ، والحج : أهم العبادات ، ومنها : صدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وبر الوالدين ... وأمثال ذلك.
إلا أنه يجب صرفها له - تعالى - دون سواه ؛ لأنه - سبحانه - الخالق الباري ، المصور ، الرازق ، المتفضل على عباده بالنعم الكثيرة التي لاتحصى ولاتعد ، فهو الرب وحده ، وهو المستحق للعبادة وحده ، وعبادته شكرا له - سبحانه - ومما ورد في تحقيق شكره : السجود.
وسجود الشكر من العبادات التي شرعت بفعل النبي - صلى الله عليه وسلم - فيسن الاقتداء به في هذه العبادة عند هجوم نعمة - أي ورودها من حيث لا يحتسب (في وقت لم يتيقن وجودها فيه) ، وإن كان متوقعا لها ، بحيث لاتنسب لتسببه عادة كالولد ، والعافية ، ونحو ذلك .
وخرج بالهجوم : النعم المستمرة والإسلام والغنى عن الناس ونحو ذلك، أو رؤية مبتلى في نحو عقله ، أو بدنه ، أو رؤية نحو عاص مجاهر بمعصية ، ولو بارتكاب صغيرة من غير إصرار ، إذا كان غير مصاب .مثل بلوته ، بأن كان سليما أو مصابا بأخف منها ، ولو من نوعها.
وهذه المسألة من توحيد العبادة ، وهي من شكر الجوارح المبني على الاعتراف بنعمة الله - تعالى والخضوع والذل له - سبحانه - وإظهار فضله ونعمته ، فالشكر بالقلب وباللسان وبالجوارح .
فأردت أن أبين ما ورد في هذا الموضوع من مكانة السجود لله ، وأقوال العلماء في حكمه ومعرفة السنة فيه ، وترك البدعة من جنسه ، مثل صلاة الشكر الي لم أجد فيها دليلا صحيحة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فكان البحث على النحو التالي :
1- التعريف بالسجود في اللغة والشرع .
2- أنواع السجود .
3- قسما السجود : السجود لله ، والسجود لغيره .
4- سجود القلب .
5- مترلة سجود الشكر .
6- ورد في سجود الشكر .
7 - حكم سجود الشكر .
8- صفة سجود الشكر ، والفرق بينه وبين سجود التلاوة .
9- هل يكون سجود الشكر لمجرد الاستغفار ؟
10 - هل يستحب إظهاره أم إخفاؤه ؟
11- هل يسجد للشكر لأمر يخصه أم لأمر يخص عامة الناس
12- فعله مع تعدد أسبابه . ..
13- ما يحرم من سجود الشكر .
14 - صلاة الشكر .
15 - نتائج البحث .
أسأل الله العون والتوفيق لاتباع السنة وإظهارها ، وترك البدعة ، ومحاربتها ، فهو الهادي إلى سواء السبيل ، وصلى الله على محمد وآله وصحبه .