ملخص:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، واشهد أن محمدا عبده ورسوله - صلوات الله وسلامه عليه - وعلى اله وصحبه أجمعين ،
أما بعد:
فإن الدين الاسلامي الحنيف الذي اختاره الله ليكون منهاج الأمه وشريعتها ؛ إذ كان ناسخا لهمم الأديان السابقة لقوله - سبحانه وتعالى - :" ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الأخرة من الخسرين" ، وقد جاء بتنظيم حياة البشرية ، وفقا لما اراده الله من صلاح حالها حسيا، ومعنويا ، وما يصلح حالها في جميع مناحي الحياة ، ومن الأمور الي اهتم بها الإسلام المحافظة على نظافة البيئة ، لكي تبقى طاهرة نقية لا تشوبها الشوائب ، ولا تدنسها الممارسات الخاطئة الي تصدر في غالب الأحيان من أناس جهلوا تعاليم الإسلام وانحرفوا عن الطريق المستقيم الذي ارتضاه المولى جل وعلا لهذه البشرية وهو أعلم بحالها ويعلم ما يصلحها وما يفسدها، لأنه عالم الغيب والشهادة ، قال - تعالى - : "ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير" والاسلام دين النظافة ، فقد حث عليها بالقول والزم أتباعه بها بالفعل ، فتحن نقرا في كتاب الله امره سبحانه بارتداء الملابس النـظيفة عندما نذهب لأداء عبادة عظيمة وهي الصلاة - وذلك في قوله تعال : يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ والمتأمل في هذه الآية يرى أن في هذا الآية فائدتين :
الأول: النظافة في الملابس والبدن استعدادا للوقوف بين يدي الله لأداء هذه الفريضة المهمة .
والثانية: المحافظة على نظافة المكان الذي تؤدى فيه هذه الفريضة وهو المسجد.
وقد ذكر العلماء في تفسير هذه الآية سببا لنزولها، ولكن العيرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، والأحاديث الواردة في الأمر بالنـظافة كثيرة ، وسيرد بعضها في ثنايا البحث .
ولا شك أن موضوع نظافة البيئة من خلال سنة المصطفى مطلب مهم ؛ لأن كثيرا من الناس يظن أن عناية الإسلام قد اقتصرت على العبادات والمعاملات ) و لم يهتم بالآداب والأخلاق ، فقد تسمع من قائل لا يعرف من الإسلام إلا اسمه ، عندما تبين له بعض الآداب التي يجب على المسلم أن يتحلى بها ، فقوله : دع هذه في المسجد ، ولا يعلم أن الرسول ما تلا صغيرة ولا كبيرة إلا وبينها من الأمور الخاصة التي تكون بين الإنسان وبين أهله لأنه يريد أن تقوم هذه الأمة بواجبها تجاه عمارة الأرض التي جعلهم الله مستخلفين فيها ، وفق الضوابط الشرعية الي تكفل للبشرية حياة طيبة ، ولا ينال ذلك إلا بالعلم الصحيح المبني على أساليب سليمة تستمد من كتاب الله ومن سنة الرسول .
ولوجود من يجهل هذه المفاهيم ، ومن" لا يجعل الإسلام وتعاليمه الخالدة هي الأساس ، ومن "يظن أن الإسلام لم يتطرق لمثل هذه الأمور ، صاروا يتهمونه بالقصور بهتانا وزورا آثرت البحث في هذا الموضوع دفاعا عن شريعة الله الكاملة الشاملة ، وبيانا للحقيقة لمن أراد الوصول إليها ، أما الذي في قبله مرض فلا تنفع فيه موعظة ، ولا يريد الوصول إلى الحق ، فكان هذا البحث الموجز الذي يحتوي على أدب من آداب الإسلام في ضوء السنة النبوية، ألا وهو النظافة ، وقد قمت باستقراء الأحاديث ، والآثار الدالة على ذلك ضمن موضوعات البحث ، فوجدت في بعضها ضعفا لكنه في مجال المعمول به على ما قرره علماء مصطلح الحديث في العمل بالضعيف في الترغيب والترهيب وفضائل الأعمال بالضوابط التي ذكورها ، فإذا وجدت في مباحث هذا الموضوع حديثا صحيحا قدمته في الذكر ، وإن لم اجد فأورد الضعيف المشار إليه سابقا ، وقد أذكر الحديث الموضوع لشهرته بين الناس ، وذلك لبيان وضمه مثل حديث النظافة من الإيمان لا أني أقره واستدل به استدلالا أصيلا في الموضوع ، وربما يتصور بعض الناس بأن الأحاديث حول النظافة البيئية كثيرة وصحيحة ، ولكنه بالبحث والاستقراء يتضح قلتها مع وفائها بالعرض الوارد البحث من أجله ، وقد قسمت البحث إلى مقدمة وتمهيد وأربعة مباحث وخاتمة فكانت على النحو الآتي .
تعريف البيئة.
نظافة البيوت : المبحث الأول
نظافة الساجد: المحث الهاي
نظافة الطرق والأماكن العامة: المبحث الثالث
نظافة المياه والمحافظة عليها من الإسراف: المبحث الرابع
الخاتمة